الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية حكومة الصيد: ندائية أم نهضوية؟

نشر في  04 فيفري 2015  (10:27)

أعلن رئيس الحكومة المكلف الحبيب الصيد يوم الاثنين عن تشكيلة حكومته المعدّلة، وقد ضمت التشكيلة ممثلين عن نداء تونس، والاتحاد الوطني الحر وآفاق تونس والنهضة وبعض المستقلين.
تعديلات قام بها الصيد لم ترق للبعض حيث رأوا أنها عبارة عن حكومة ترضيات حزبية بعيدا عن منطق الكفاءة ..كما لم تسلم حكومة الصيد من اتهامات أهمها أنها ولدت بعد اتفاقيات سرية وخطيرة بين النهضة والنداء..
ولئن بات من الطبيعي أن تحصل حكومة الصيد على ثقة مجلس نواب الشعب خاصة وأنها ممثلة من أغلبية ساحقة للأحزاب الحائزة على أغلبية المقاعد فانها ستلاقي حتما انتقادات شديدة من المعارضة وخاصة من الجبهة الشعبية ..
أخبار الجمهورية اتصلت ببعض الوجوه السياسية وسلطت الضوء على التركيبة المحيّنة لحكومة الحبيب الصيد فكانت هذه الاجابات ..


نزيهة رجيبة: «استقطاب ثنائي ولد نتيجة اكراهات واملاءات»

أكدت الحقوقية نزيهة رجيبة أن الحكومة المعلن عنها هي عبارة عن حكومة استقطاب ثنائي ولدت نتيجة اكراهات واملاءات، مضيفة أن حكومة الصيد هي أسوأ سيناريو للثورة .
وافادتنا أم زياد أن حركة النهضة ونداء تونس والتي تعتبرهما قوتين رجعتين راوغتا ناخبيهما مشيرة الى أن كل واحد فيهما حاول قطع دابر المخالف له عبر شيطنته خلال الحملات الانتخابية وفتح الباب أمام غرائز الاستئصال والاقصاء لدى ناخبيهم ثم فاجآ الجميع وتحالفا.
أم زياد أكدت أن رضوخ حركة النهضة وقبولها بحقيبة وزارية واحدة و3 كتاب دولة لم يكن مجانيا حيث اعتبرت قبولها لهذه المناصب هو عبارة عن مناورة لفرض عديد الاملاءات أهمها استقلالية وحيادية وزارات السيادة .
وأما بخصوص الابقاء على ناجم الغرسلي على رأس وزارة الداخلية فذكرت نزيهة رجيبة أنها لا تحترم هذا الشخص ولا تعترف به على حدّ قولها مبررة ذلك بأن ناجم الغرسلي وضع على رأس هذه الوزارة لتنفيذ الأوامر لا غير ولعدم كشف ملف الاغتيالات السياسية، واشارت الى أن مهمة ناجم الغرسلي الرئيسية هي تطبيق ثمرة اتفاق الشيخين حول قضايا الاغتيالات، وقالت: «شخصيا لم أر أي ملامح ذكاء أو بداهة على وجه ناجم الغرسلي».
وختمت بقوله: «حكومة الصيد حكومة هجينة وأهنئ صديقتي خديجة الشريف لأنها غادرتها».

منجي الرحوي: «حكومة وحدة اليمين الليبرالي والمحافظ والمافيوزي»

اعتبر القيادي بالجبهة الشعبية والنائب بمجلس نواب الشعب المنجي الرحوي، أن نداء تونس أخل بتعهداته من خلال التشكيلة الحكومية للحبيب الصيد، مؤكدا أن مثل هذه الحكومة تضع الجبهة مباشرة في المعارضة.
وأضاف أن الجبهة الشعبية لا يمكن أن تمنح ثقتها لهذه الحكومة، وذلك نتيجة لوجود حزبي حركة النهضة والإتحاد الوطني الحر، معتبرا أن النهضة تمثل عنوانا للفشل فضلا عن حدوث اغتيالات سياسية خلال فترة حكمها. أما بالنسبة للإتحاد الوطني الحر فقد صنفه على أساس أنه حزب «مافيوزي» يمثل الفساد ولا علاقة له بالسياسة.
وقال الرحوي «من المستحيل أن نكون في حكومة تضم الإتحاد الوطني الحر، واصفا إياها بـحكومة وحدة اليمين الليبرالي والمحافظ والمافيوزي.
وأكد أن الجبهة الشعبية عملت كل ما في وسعها للحيلولة دون التحالف بين نداء تونس والنهضة دون أن تفلح في ذلك، مشيرا إلى وجود شق من داخل نداء تونس دافع عن وجود النهضة في الحكومة.
وتساءل الرحوي  ما معنى أن تقبل النهضة بتمثيل ضئيل جدا في الحكومة بوزير و3 كتاب؟ وتابع النهضة كانت تبحث عن تمثيل للتغطية عما قامت به في فترة حكم الترويكا من خلال عين لها داخل مجلس الوزراء، على حد قوله.
كما أبدى الرحوي اعتراضه على تسمية ناجم الغرسلي على رأس وزارة الداخلية، وقال إنه عمل مع نظام بن علي فضلا عن تعامله مع حكومة السبسي والنهضة لاحقا. واعتبر أن تعيينه تم أساسا لأنه «طيّع» على حد تعبيره.

الطاهر هميلة: تركيبة ضعيفة خلّفت خيبة أمل

عبر النائب السابق بالمجلس التأسيسي الطاهر هميلة عن أسفه لما آلت اليه الحكومة مشيرا الى أن الاشخاص الموجودين في حكومة الصيد ليسوا محل ثقة وغير قادرين على تقديم اية اضافة مبينة ان حكومة الصيد ضعيفة جدا من حيث التركيبة وبها عناصر غير مطمئنة وان هذه الحكومة تعكس ضعف شخصية رئيس الحكومة الذي لم يكن في مستوى الانتظارات على حدّ تعبيره وقال: «لقد شكلت حكومة الصيد خيبة أمل كبيرة حيث كنا ننتظر حكومة أقوى من التي قدّمت بكثير».
وذكر هميلة أنه بان بالكاشف أن حركة النهضة أملت شروطها وأن مشاركتها في حكومة الصيد تبرز رغبتها الأكيدة في معرفة ما سيدور بمجلس الوزراء ..
من جهة أخرى أبدى محدثنا استغرابه من تركيبة الحكومة حيث ذكر أن الطبيعة الديمقراطية تفرض أن يكون الحزب الحائز على الأغلبية في السلطة وأن يكون البقية في المعارضة وهو ما لم يحصل في حكومة الصيد التي كانت وفاقية، وقال:« لماذا لم يتم منذ البداية تشكيل حكومة وفاقية دون المرور عبر انتخابات؟ ان ما حدث هو عبارة عن غياب تام للمنطق السياسي».

عبد الرؤوف العيادي: التشكيلة ولدت لتنفيذ أجندات خارجية

من جهته بين عبد الرؤوف العيادي أن حكومة الحبيب الصيد ولدت لتنفيذ أجندات اقليمية ودولية لا غير مضيفا أنها عبارة عن اعادة رسلكة للنظام السابق وتكريس لتبعية جديدة ..
كما بين محدثنا أن حكومة الصيد تشكلت قصد ارضاء أطراف خارجية على غرار فرنسا والامارات وانهاء قضية الثورة التونسية نهائيا والعودة الى الوراء...

عماد الدايمي: حكومة أمر واقع

أكد أمين عام حزب المؤتمر من أجل الجمهورية عماد الدايمي، أن هذه الحكومة لن تكون حكومة وحدة وطنية أو ائتلاف حزبي وليست حكومة برنامج مشترك بل هي حكومة أمر واقع فُرض ليقع تمريرها أمام مجلس الشعب  
  واضاف الدايمي أن كتلة المؤتمر والتيار الديمقراطي لن تمنح الثقة لحكومة الحبيب الصيد.

سفيان بن فرحات: جمع بين متناقضات غريبة

ذكر الاعلامي سفيان بن فرحات أن حكومة الحبيب الصيد جمعت متناقضات غريبة موضحا ذلك بأنه استغرب كيف يتم وضع كل من ناجي جلول وزياد العذاري في نفس الحكومة؟ وأضاف أنه من غير المنطقي أن يتم اقصاء خديجة الشريف من وزارة المرأة لتحلّ محلها سميرة مرعي ارضاء لحزب أفاق مشيرا الى أنه من الصعب جدا أن يكون هناك توافق بين كل من مرعي وسعيد العايدي وكمال الجندوبي الذين سبقا لهما أن اشتغلا مع خديجة الشريف في مجال حقوق الانسان..
وأفادنا بن فرحات أن هذه الحكومة هي أول حكومة لجمهورية ثانية تطمس دور المؤسساتي والدستوري والسياسي للمعارضة، مضيفا أنه على الباجي قائد السبسي أو أي قيادي بارز في حزبه أن يخرج ويوضح للقواعد الاتفاقات السرية التي دفعت بالنداء الى التحالف مع النهضة ..
وذكر سفيان بن فرحات أن هذه الحكومة هي رباعية وستقود المشهد السياسي بأغلبية ساحقة من المقاعد على حساب المعارضة التي وقع اضعافها حيث لم تعد تشكل سوى 30 مقعدا وقال: «لا يمكن بأي حال من الاحوال أن تقوم حكومة ديمقراطية بمعارضة ضعيفة .
وختم محدثنا كلامه بقوله: «شخصيا أشتم رائحة اتفاقيات سرية... وما يبتدأ بلبس ينتهي بتواطؤ».



سناء الماجري